22 - 09 - 2025

رشقة افكار | بقع قطرية سوداء.. على ثياب ملونة وأخرى بيضاء!

رشقة افكار | بقع قطرية سوداء.. على ثياب ملونة وأخرى بيضاء!

* قطر تفضله كاوبوي أو قاتلا مأجورا يحمي دشاديشها البيضاء من الاتساخ وترفض قوة عربية مشتركة لمواجهة الاعتداءات!!
* هم اول من يلعن اتفاقيات الدول الأخرى مع الكيان الصهيوني ..لكن في برامج و تقارير الجزيرة الإعلامية فقط!
* سياسات القطريين محكومة بالقاعدة العسكرية، كما أن مخادع  النوم فيها صناعة أميركية، أما"الألحفة والبطاطين والمخدات وملاءات السرير" فصنعت في أورشليم !
* دفعوا مليارات لقاعدة العديد ويساهمون في كلفتها بنحو (٦٥٠) مليونا سنويًا وتعهدوا لترامب بدفع ١٠مليارات لتطويرها فكيف انطلقت طائرات من قطر لضرب قطر؟
* أكاد اشك في أن القصف الاسرائيلي تم بتنسيق قطري -صهيوني -أميركي وأمامنا هذه المعطيات!
* "الجزيرة "تتباري في تقديم خدماتها الإعلامية وتطلع القطريين على مايجري للشعوب ، وأم المفارقات أن يعرفوا كل شيء عن العالم إلا عن انفسهم !!

- كذب الحكام القطريون ولو صدقوا !

كان يجب أن يكونوا أول من يوقف التعاون المشترك مع العدو الصهيوني، فلا محادثات ولا مكاتب تمثيل ولا استقبال مسؤولين ولا تبادل تجاري ولا حتى مشاركة في مفاوضات ..أي مفاوضات !

كذبوا ، وقال رئيس وزرائهم أنهم غاضبون جدًا من غدر الصديق  الاسرائيلي، لكنهم لن يوقفوا المفاوضات معه، لأنها - نصًا -  "مفيدة" لبلاده  ، كما أنهم - وتلك هي أم المفاجآت - لن يتراجعوا عن تعاونهم مع الأميركيين، بل سيسعون لتوثيقه أكثر.. وهذا حديث موثق أيضًا!

و جاءوا  بأحدهم، من باحثي مركز دراسات الجزيرة، فإذا به  ينعى على العرب عدم اتفاقهم على وقف التعاون والتبادل التجاري مع العدو الصهيوني !

وكأنه مطلوب من العرب أن يعملوا" فواعلية" وأُجَراء  في المزرعة القطرية، فإذا احتاجت إلى كاوبوي عربي، أو قاتل  مأجور من هنا او هناك ، تفاوضت معه على مقابل مالى، ليحمي ويعتني مثل كريمات البشرة، فيمنع اتساخ الياقات البيضاء لدشاديش مسؤوليها ، بكل ماتخفيه تحتها من تناقضات وسوءات ومؤامرات !

إنها كلمات حق يراد بها باطل ! فكيف يطالب مراكز دراسات قناة  الجزيرة - سيئة السمعة في النزاهة والمصداقية - بوقف اتفاقيات التعاون مع الكيان الصهيوني - وهو مانتمناه يقينًا -  وقطر نفسها اول من يلعنها، هذه الاتفاقيات لكن فقط في برامجها تقاريرها الإعلامية! أما سياساتها الحقيقية فمحكومة بقواعد عسكرية، وغيرها فمخادع النوم فيها صناعة أميركية، وفضلا عن ذلك " الألحفة والبطاطين والمخدات وملاءات السرير" صنعت في أورشليم !

حب بالعبري لايعترف بالشعور العربي، يفضل الكاموفلاج ويهتم باللقطة والصورة، ليس مهمًا أن يكتشف أحد زيفها، فالأصل  نفسه مزيف تمامًا، منذ واقعة  انقلاب الإبن على الأب ، في واحدة من عثرات الخيانة التي لاتمحوها ذاكرة الأجيال.

ينسي كثير من المشاركين والمتحدثين في الإعلام القطري هذه البقعة السوداء في تاريخ الدولة الناشئة حديثًا، ولا يأبهون كثيرًا إلى كون الخيانة متجددة ومستمرة، ويبتهجون عندما تتاح لهم "منصة " شهيرة، تمنحهم الدولارات والشهرة وفرصة "طق الحنك"، ضد من يعادونه كلٌ بحسب أهدافه ومصالحه: ليبيا القذافي، عراق صدام ، سوريا الأسد وأولاده ، مصر مبارك ومابعد مبارك .. بل اشتد أوار "الحنك المطقوق" مع بدايات حكم الرئيس السيسي. هذا ليس دفاعًا عن أحد، فكلهم في الهم شرق ، ولكن منذ متى كان يحق للخائن الحديث عن الأمانة والشرف !

لم تصدر عن الدولة - التي سخر منها الكاتب العربي المصري الكبير عادل حمودة ذات مقال في روز اليوسف في بداية التسعينات ووصفها بانها تحاول أن تكون دولة عظمي - أي ردود افعال حقيقية تؤكد أنها غاضبة حقًا وصدقًا، بل إن رئيس الوزارء القطري نفسه، الذي تحدث للعالم عن غضب بلاده من الضربة الاسرائيلية لها، اكد في تصريحات متتالية هو والقيادة القطرية أنهم بصدد تعميق التحالف الدفاعي أكثر مع الولايات المتحدة الاميركية!!

يكاد المريب يقول خذوني! هل تواطأت قطر وقبلت أن تضرب نفسها بنفسها، من قواعد أميركية مزروعة على أرضها، وبها أسلحة وآليات وأجهزة تعرف "دبة" النملة، لأنها تريد التقرب من أميركا أكثر، وربما تقدم لإسرائيل أوراق اعتماد جديدة، تقوم على الخيانة فقط مقابل حماية العرش القطري الملطخ بالعار !

يكاد المريب يقول خذوني فعلًا ، فكيف تتحالف قطر دفاعيا مع أميركا التي لم تحرك ساكنا لمنع الطائرات الاميركية المقيمة فوق الأراضي القطرية، من قصف مواقعها السكنية، التي تستضيف فيها مفاوضي حماس، لدراسة مقترحات ترامب بوقف إطلاق النار في غزة؟ تدفع قطر مليار دولار لإنشاء قاعدة "العُديد" على أراضيها فضلا عن دفع تكاليف وجود الجنود والعتاد على أراضيها (تشير تقارير إلى انها تغطي حوالي ٦٥٪؜ من اجمالي التكاليف ، وخلال زيارة ترامب الأخيرة لقطر ، والتي اهدي له خلالها طائرة فاخرة، تعهدت قطر بدفع مبلغ كاف لتطوير القاعدة .. يتراوح بين ١٠مليارات و٢٠مليارًا من الدولارات) ورغم هذا تنطلق المقاتلات الاميركية - التي تبقى وتصان وتخدم وتمول بأموال قطرية، وبكلفة سنوية تبلغ تقريبا ٦٥٠ مليون دولار ، ثم تفاجئنا  قطر بأنها لا توجه لومًا أو انتقادًا لحليفها الذي أهدت رئيسه طائرة فاخرة تردد أن سعرها يبلغ  ٤٠٠ مليون دولار!

ربنا يلهمنا الصبر على المكاره، ذلك أنه ولا في الأحلام، كان ممكنا هذا التصور ، حتى أنني يمكنني أن أشك بالفعل في أن الضرب تم بتنسيق اسرائيلي قطري أميركي مشترك! وربما كشفت الأيام المقبلة تفاصيلا اكثر ، وحتما سيحدث، لان العدو الصهيوني - بحسب آخر وصف للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي - أعلن أنه ليس هناك مكانًا آمنًا لحماس في أي مكان في العالم ! فماذا ستفعل قطر مع الحمساويين الموجودين على أراضيها ؟كيف ستحميهم ؟ كيف ستبريء ذمتها من دمائهم ، ان بقوا على أرضها ، وحتى إن غادروها إلى جهات غير معلومة علنا، ستكون  قطر ملزمة  حتما بإبلاغ  اسرائيل وأميركا بوجهتهم الحقيقية !

بأي عين تواجه  قطر  الشعوب العربية؟ كيف تنظر في عيون الناس ؟أليست هي من تلقى ضربة على أم رأسه ثم هرعت إلى نفس الشريك العدو لتقول له " والنبي احمونا وماتسيبوناش"، ورفضت القوة العربية المشتركة ..ما يذكرني بقول الشاعر: أحلال على بلابله الدوح .. حرام على الطير من كل جنس !

هرع حكام عرب وقادة دول إسلامية تضامنًا معكم في مصابكم الأليم؟ فمن الغريب أنه حينما يقترحون تكوين  قوة عربية مشتركة فإنكم وبكل حسم - وحماس - ترفضون هذا المقترح ؟

إذن ماذا يريد القطريون؟ الحكام بالطبع .. فلا شيء كثيرًا يمكننا أن نعرفه عن المواطنين، فإعلام الجزيرة يتبارى في إبراز البقع السوداء فوق الملابس البيضاء والملونة والمزركشة ، في كل بقاع الأرض ، وأم المفارقات أن يطلعوا الشعب القطري على  كل شيء في العالم إلا عن نفسه!!
----------------------
بقلم: محمود الشربيني


مقالات اخرى للكاتب

رشقة افكار | بقع قطرية سوداء.. على ثياب ملونة وأخرى بيضاء!